الرئيسية / عن المنصة

عن المنصة

كلمة مركز بلعربي العلوي للدراسات التاريخية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حق حمده، وأتم الصلاة وأزكى السلام على رسوله وعبده؛ سيدنا محمد وآله وصحبه.

يسعدنا في مركز بلعربي العلوي للدراسات التاريخية أن نقدم لكم هذه المنصة المخصصة لنشر تراث العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الحسيني (1311-1407 / 1893-1987) رحمه الله تعالى.

وهي نسخة ثانية مزيدة ومطورَة للمنصة؛ بعد مرور 13 سنة على إطلاق النسخة الأولى بمجهودات فردية مشكورة.

نطلق هذه النسخة بعد جمع مئات المقالات والشهادات وعشرات الكتب والإصدارات والصوتيات المتعلقة بالدكتور، منوهين إلى أن جل المواد المنشورة والتي ستنشر في المنصة؛ نتوفر على أصولها المصورة.

وما زال الموقع تحت التطوير والتحديث بشكل تدريجي؛ حيث ستتم إضافة أقسام جديدة إن شاء الله بعد الفراغ من تجهيزها.

هذا؛ وتندرج هذه المنصة ضمن ما يهدف إليه المركز من الإسهام في تنمية الفكر وتنشيط الحركة العلمية؛ بنشر مادة علمية ومعرفية من مخرجات الفكر الإصلاحي المغربي؛ والذي يعد الدكتور الهلالي أحد رجالاته ذوي العطاء الوفير والمجهود الكبير الذين بصموا بصمة بارزة في حركة الإصلاح والدعوة إلى الله تعالى.

مشيرين إلى العلاقة الوطيدة والتقارب الفكري الذي كان يجمع بين شيخ الإسلام محمد بلعربي العلوي (1887 / 1964) وتلميذه وبلديّه: الشيخ تقي الدين الهلالي.

والعلاقة الوطيدة أيضا بين الدكتور وباقي الرموز والقيادات التاريخية للحركة العلمية والحركة الوطنية في شمال المغرب؛ كالحاج عبد السلام بنونة (1880 / 1935)، والعلامة عبد الله كنون (1908 / 1989)، والفقيه والمؤرخ محمد داود (1901 / 1984)، والزعيم عبد الخالق الطريس (1910 / 1970) .. وغيرهم.

وبينه وبين بعضهم مراسلات سنعمل على نشرها بإذن الله تعالى.

نطلق هذه المنصة مستحضرين البعد الدعوي المتجذر في حياة الدكتور ومواقفه؛ والتي يلاحظ فيها الباحث حرصا كبيرا على التعريف بالإسلام كما فهمه وعاشه الرعيل الأول من السلف الصالح، مع اتخاذ مواقف علمية –وأحيانا عملية- صارمة في مواجهة البدع والمحدثات؛ الشيء الذي جعله مرشحا ليكون من العلماء العدول الوارد ذكرهم في الحديث النبوي الشريف:

عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله؛ ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين». [رواه البيهقي وصححه الألباني].

لقد أضحت الحاجة إلى نشر تراث هؤلاء العدول ماسة؛ في خضم ما يشهده عصرنا من تدفق معلوماتي تجاوز كل الضوابط واخترق كل الحدود، مما أسهم في انتشار إسلام مشوه، وتدين دخيل، آل الحال بسببه إلى ما تنبأ به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله: “كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، ويتخذها الناس سنة إذا ترك منها شيء قيل: تركت السنة؟ قالوا: ومتى ذاك؟ قال: إذا ذهبت علماؤكم، وكثرت قراؤكم، وقلت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الدين” [رواه الدارمي بسند صحيح].

إن المشكلة لا تكمن في غياب المعلومات عن الإسلام، بقدر ما إنها تتمثل في قلة المعلومة الصحيحة التي لم تشوه جمالها وتعدم نفعها البدع والمحدثات، وغير المشروع من التأويلات والاستحسانات.

وتعقدت المشكلة في سياق استهداف ممنهج للإسلام ومصادره باسم “الحرب على الإرهاب”، و”الإيمان بلا حدود”، و”الثورة الدينية” و”أسطورة البخاري” ..إلـخ.

من هنا؛ تأتي منصة عالم المغرب وشيخ الدعاة: الدكتور تقي الدين الهلالي؛ لتعرض تراثا سلفيا نقيا، وتسهم في شرح الإسلام الذي بعث الله به خاتم النبيين؛ وفي صيانة التراث الإسلامي من “تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين“.

إنها منصة؛ اتخذناها منبرا يعتليه عالم سني، وداعية سلفي يشنف الأسماع، ويدفع عن الدين الابتداع؛ من خلال دروس ومقالات، وكتب ومحاضرات، عز نظيرها وشح الزمان بمثلها.

وفي الختام نرجو أن نكون قد وفرنا للباحثين وطلبة العلم –بهذه المنصة- مادة علمية ودعوية وفكرية غنية ومفيدة.

كما لا يفوتنا أن نتوجه بجزيل الشكر وموفور التقدير إلى فريق العمل الذي سهر -ولا يزال- على هذا العمل التاريخي الهام؛ منوهين بالمجهود الكبير الذي بذله لتفريغ المواد وتنقيحها وترتيبها لتكون جاهزة للنشر.

سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا هذا العمل بقبول حسن، وأن ينبته نباتا حسنا.

مركز بلعربي العلوي للدراسات التاريخية


ونرحب بتواصلكم معنا عبر النموذج أسفله

[wpforms id=”9918″]

تواصل معنا

لجميع المعلومات والاقتراحات والاستفسارات يمكنكم التواصل معنا عبر هذا النموذج

11 + 1 =