نظمها الدكتور تقي الدين الهلالي الحسيني بمدينة بروكسيل في اليوم الثامن من ذي الحجة سنة 1401هـ.

الحمد لله العظيم الأحد
النَّاصر البرِّ العزيز الصَّمد

منزِّل الذِّكر على خير الورى
موعظة ورحمة لمن درى

صلى عليه ربُّنا وسلَّما
وآله وصحبه تكرُّما

يا أهل ذا المغرب أهل وطني
ألا اسمعوا نصيحة من وطني

تمسَّكواْ بسنَّة النَّبي
وكل عبد صالح تقيِّ

كآله وصحبه وكلِّ من
سار على الصراط في كلِّ زمن

دعواْ التَّأكُّل بذكر الله
وبالصَّلاة ذاك فعلُ اللاهي

ولا تبيعواْ باقياً بالفاني
فإنَّ ذا من نزغة الشيطان

ولتجعلواْ تعليمكم لله
بلا تفاخرٍ ولا تباهي

فإنَّ ذا الشَّرط الذي قد شاع
بقطركم منذ زمن وذاع

فإنَّه إذا حذفت اللاَّما
تبيَّن المراد واستقاما

ولتسمعواْ في الذِّكر ما سألتكم
عليه من أجر فذلكم لكم

ولتقرأوا ما جاء في (البخاري)
في الأكل بالقرآن وافتخار

يُسنده عن حيدر عن النَّبي
من الوعيد فاتركواْ فعل الغبي

فالأكل بالدين وبالقرآن
حرَّمه الله العظيم الشَّان

وكم حديث جاء في ذا الباب
تعرفه الشُّمُّ ذوواْ الألباب

وجاء في الحديث من لم يغنه
هذا القران ربَّنا لا تغنه

فانظر ترى الآكل بالقرآن
في الفقر والذِّلة والهوان

وإن يزِد كتب التَّمائم فذا
كفر صريح جالب كلَّ أذى

وهكذا قراءةَ القرآن
جماعة من عمل الشيطان

قرَّره المحقِّق الطرطوشي
فلا تكن كالجاهل المغشوش

بما أتى في آخر الأعراف
فاسمع ولاتكن عنيداً جافي

أحي به اللَّيل وفي النهار
بالكدِّ عش تفُز برزق الباري

إنَّ القراءة بصوت متَّحد
عن النَّصارى أخذها فلا تحد

ولتقرأنه مثل نطق المصطفى
مجوَّداً فلا تكن ممن جفا

ولتنطقنَّ بالتا كنطق العربي
لا تحدثن فيها صفيراّ كالغبي

فقارئ لتاء نستعين
مع الصَّفير جهل مبين

صلاته باطلةٌ إن كانا
يجد في إصلاحها إمكانا

ولا تقل غير بكسر الغين
ترجع إذن بصفقة المغبون

ولتسمعن ما قاله ابن الجزري
فهو بتسليم وتعظيم حري

(والأخذ بالتجويد حتم لازم
من لم يجود القران آثم)

(لأنَّه به الإله أنزل
وهكذا منه إلينا وصلا)

(وهو أيضاً حلية التلاوة
وزينة الأداء والقراءة)

(إذ واجبٌ عليهم محتَّم
قبل الشُّروع أولاً أن يعلموا)

(مخارج الحروف والصفات
ليلفظواْ بأفصح اللُّغات)

وإن أممت أو قرأت قاصداً
لوجه ربِّك مريداً سامداً

وأنت ذو فقر وجاءك مدد
من محسن أعطاكه فلا ترد

كل امرئ يجزى على ما قد نوى
إن لم يكن ذاك اتِّباعاً للهوى

وذا قليل في الزمان الحاضر
والتَّركُ خير للأديب الماهر

ثم الصَّلاة والسَّلام في الختام
على النبيِّ والآل والصحب الكرام

أنشأها محمَّد الهلالي
يا ربِّ فارزقه من الحلال

فاغفر له واجعله من أهل التُّقى
ونجِّه يا ربنا من الشَّقا

في هذه الدار وفي دار البقا
يلقاك يا رحمان أحسن اللِّقا

مع الألى عليهم أنعمتَ
ونعمةً عظيمة أتممتَ

الدكتور محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي
-رحمه الله تعالى-